
بدأت وسائل التواصل الاجتماعي في البدء كوسيلة للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، ثم تطورت منذ ذلك الحين لتصبح هواية مرغوبة تستخدمها جميع الفئات العمرية.
فأصبح الكثير من الناس يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يومي، لكن الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أصبح شائعًا بشكل متزايد اليوم، وقد يكون له بعض التداعيات الخطيرة على صحتك الجسدية والعقلية.
يُعد إدمان وسائل التواصل الاجتماعي إدمانًا سلوكيًا يتسم بقلق مفرط بشأن وسائل التواصل الاجتماعي، مدفوعًا برغبة لا يمكن السيطرة عليها لتسجيل الدخول إلى وسائل التواصل الاجتماعي أو استخدامها، وتخصيص الكثير من الوقت والجهد لوسائل التواصل الاجتماعي التي تضعف مجالات الحياة المهمة الأخرى.
يمكن أن تُعزى ظاهرة إدمان وسائل التواصل الاجتماعي إلى البيئات الاجتماعية التي تحفز الدوبامين التي توفرها مواقع الشبكات الاجتماعية.
يظهر إدمان وسائل التواصل الاجتماعي نفس الأعراض التي يظهرها إدمان المخدرات حيث يشمل أعراض تعديل الحالة المزاجية للمستخدم، ثم الانشغال الدائم بوسائل التواصل الاجتماعي، ثم تظهر أعراض الانسحاب من هذه الوسائل بتغير في الحالة المزاجية في حال إيقافها أو تقييد الوصول إلى هذه الوسائل، والمشاكل شخصية تنشأ بسبب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وأخيرًا تأتي مرحلة الانتكاس فيعود الشخص المدمن بسرعة إلى استخدامه المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي بعد فترة الامتناع.
تنتج منصات الوسائط الاجتماعية الدوائر العصبية نفسها التي تسببها المقامرة والمخدرات لإبقاء المستهلكين يستخدمون منتجاتهم قدر الإمكان. أظهرت الدراسات أن التدفق المستمر لإعادة التغريد، وعدد الإعجابات، والمشاركات من هذه المواقع في أنه يتسبب في إثارة منطقة المكافأة في الدماغ وهو نفس النوع من التفاعل الكيميائي الذي شوهد مع العقاقير مثل الكوكايين.
من بين بعض العلامات الأكثر شيوعًا لإدمان وسائل التواصل الاجتماعي:
- الشعور بالقلق وعدم الارتياح نتيجة عند عدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
- إهمال المسؤوليات الملقاة على الشخص من أجل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
- قضاء معظم وقتك في التفكير في وسائل التواصل الاجتماعي أو استخدامها.
هناك العديد من الآثار السلبية نتيجة الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على سبيل المثال لا الحصر:
- زيادة العزلة والشعور بالوحدة
- الشعور بالقلق أو الإكتئاب
- تدني احترام الذات؛ والذي يكون ناتجًا عن التصورات الخاطئة بأن حياة الآخرين أفضل من حياتك
- أنماط النوم المضطربة خاصة إذا كنت تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي قبل النوم مباشرة
- قلة ممارسة الرياضة والذي يؤثر بدوره على الصحة العامة
- تجاهل العلاقات في الحياة الواقعية
- زيادة العزلة والشعور بالوحدة
لكن يجب الإشارة إلى أن هناك اختلاف كبير بين إدمان وسائل التواصل الاجتماعي والاستخدام المتكرر بغرض المتعة والترفيه فتظهر على المدمن سلوكيات مختلفة عن المستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي مثل: التفكير في وسائل التواصل الاجتماعي عندما لا يستخدمها المدمن لهذه الوسائل، والغضب كلما انخفض استخدام الوسائط الاجتماعية، وكذلك الآثار السلبية على العمل بسبب الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وزيادة الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي كطريقة للتعامل مع المشاكل، كما يزيد استخدام هذه الوسائل عند ممارسة الأنشطة المختلفة مثل الانشغال بهذه التطبيقات أثناء تناول الطعام.
كيف يمكنك تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟
سواء كنت تعاني من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي أو كنت تستخدم تطبيقاتك أكثر مما تحتاج إليه فإنه يوجد العديد من الطرق التي تساعدك في التقليل من استخدام هذه الوسائل من بين هذه الطرق:
- حذف تطبيقات الوسائط الاجتماعية الخاصة بك من هاتفك الذكي، والاكتفاء بالوصول إليها عن طريق الحاسب المحمول؛ فإن حذفها من هاتفك قد يساعد في تقليل مقدار الوقت الذي تقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام.
- خصص قدرًا معينًا من الوقت المخصص لوسائل التواصل الاجتماعي يوميًا، قم بتشغيل عداد الوقت للمساعدة في المحافظة على وقتك.
- اترك الهاتف والجهاز اللوحي والكمبيوتر خارج غرفة نومك.
- ممارسة هواية جديدة غير مرتبطة بالتكنولوجيا، مثل الرياضة والرسم ودروس الطبخ وغيرها.
- إيقاف تشغيل الإشعارات الصوتية لأن ذلك يستدعي فحص مواقع التواصل الاجتماعي كل مرة.
- قم بإيقاف تشغيل هاتفك الشخصي أثناء العمل.
إن الانخراط في وسائل التواصل الاجتماعي من حين لآخر ليس بالأمر الضار، والتأكيد على أنه ليس كل من يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي سيصاب بالإدمان، لكن يجب علينا مراقبة استخدامنا لهذه الوسائل لئلا نقع في الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي.